إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
74261 مشاهدة
الرد على من أنكر المسح على الخفين

...............................................................................


أنكر المسح على الخفين الرافضة وذلك لأنهم يحرصون على مخالفة أهل السنة فيما يختصوا به؛ فلذلك ينكرونه وهم مع ذلك لا يغسلون القدمين، وإنما يمسحون يمسحون القدمين مسح هذه بدعتهم ويدخلون في الوعيد الذي جاء في الحديث: ويل للأعقاب من النار ولما كانت كذلك كانت هذه المسألة عقدية يذكرها العلماء في باب العقائد؛ وذلك لأن الخلاف فيها مع المخالفين في العقائد كالرافضة والخوارج والإباضية ونحوهم هؤلاء كلهم مبتدعة لا يرون المسح على الخفين.
روي عن الإمام أحمد رحمه الله قال: ليس في نفسي أو ليس في قلبي من المسح على الخفين شيء -يعني شك- فيه أربعون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم يقول الحسن رحمه الله الحسن البصري يقول: حدثني سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على خفيه دل ذلك على أنه أمر مشروع، وذكرنا أنه من باب التسهيل للعبادة وعدم التنفير منها، وأن فيه تخفيفا على الإنسان في شدة البرد؛ حتى لا تثقل عليه العبادة .
والكلام عليه في العقائد قد توسع فيه شارح الطحاوية، وكذلك غيره من الذين يتكلمون على العقائد.